رسالة إلى قارئ{ة} مدونتي العزيز{ة}

  

رسالة إلى / قارئ مدونتي العزيز 💖



قارئي العزيز،

أرحب بك في عالم "صوت الكتب"، ذلك الركن الصغير من الكون حيث تتلاقى الحروف لتبني جسورًا نحو عوالم أخرى، نحو الظلال التي تهمس بأسرارها، نحو الحكايات التي لا تروي نفسها إلا لمن يصغي إليها بعين الخيال وقلب المغامرة. أنت هنا لأنك تبحث عن شيء مختلف، لأن الكلمات لم تعد مجرد سطور صامتة، بل أبواب تفتح على أبعاد جديدة، على قصص تنبع من عمق الليل، وأخرى تولد مع أول خيط للفجر.

في "صوت الكتب"، لا نحكي فقط، بل نستدعي الذكريات التي لم تُعش بعد، ونمنح الأحلام القديمة صوتًا لم يُسمع من قبل. هنا، الظلام ليس مجرد غياب للنور، بل مسرح لأحداث لم تُسرد بعد، والجسور ليست مجرد حجارة مرصوفة، بل ممرات بين الممكن والمستحيل.

ربما تساءلت يومًا، لماذا ننجذب إلى الغموض؟ لماذا يثيرنا المجهول ويجذبنا نحو ما لا نراه؟ ربما لأننا نبحث عن شيء يذكّرنا بأن العالم أوسع مما نظن، وأن الواقع ليس سوى طبقة رقيقة تخفي تحتها عوالم أخرى تنتظر من يجرؤ على كشفها. وربما لأن كل واحد منا يحمل في داخله بابًا صغيرًا، موصدًا، لا يفتحه إلا همس قصة تحرك شيئًا في الأعماق.


في هذه المدونة، ستجد قصصًا لم تكتب نفسها عبثًا، بل خرجت من بين الظلال، من نبضات الخوف الأولى، ومن الأحلام التي كانت أكثر واقعية من النهار. ستجد يوسف، ذاك المسافر بين العوالم، ذاك الذي يقف عند الجسور في منتصف الليل، يتردد بين البقاء والعبور. ستجد شخصيات لم يلتقِ بها أحد من قبل، لكنها تشبهك في جزء ما، في لحظة تردد، في قرار مصيري، في سر لم يُكشف بعد.

وربما، وأنت تقرأ، ستشعر بأن هناك عينًا تراقبك من بين السطور، أو أن الكلمات بدأت تنبض بالحياة، كأنها تنتمي إلى مكان آخر، إلى زمن لم يوجد بعد، أو ربما كان موجودًا منذ الأزل. لكن لا تخف، فأنت بين يدي الحكاية، والحكاية لا تؤذي من يحترمها، بل تقوده، خطوة خطوة، نحو الحقيقة التي تخفيها.

لذا، وأنا أكتب لك هذه الكلمات، أريدك أن تعرف أن وجودك هنا ليس مصادفة. لا أحد يعبر الجسر خطأً، ولا أحد يستمع إلى همس الظلال دون أن يكون مستعدًا لسماعها. أنت هنا لأن هناك شيئًا ينتظرك بين الحروف، ربما رسالة، ربما فكرة، ربما مجرد شعور عابر، لكنه سيبقى معك، يرافقك حتى بعد أن تغلق الصفحة وتطفئ الضوء.

أدعوك، أيها القارئ العزيز، ألا تكون مجرد زائر صامت، بل أن تترك أثرك كما تترك القصص أثرها فيك. شاركنا أفكارك، أخبرنا ما الذي لامس أعماقك، ما الذي جعلك تنظر إلى الظلام بطريقة مختلفة، أو إلى الجسور كأنها أكثر من مجرد حجارة صامتة. فالكلمات لا تكتمل إلا بصدى من يقرأها، والحكايات لا تكتمل إلا بمن يؤمن أنها قد تكون أكثر من مجرد خيال.

قبل أن ترحل، تذكر أن كل جسر يؤدي إلى مكان ما، وكل قصة تفتح بابًا، أحيانًا نحو عالم لم يخطر لنا ببال، وأحيانًا نحو شيء كان دائمًا هنا، داخلنا، ننتظر فقط من ينير الطريق إليه. وأنت، أيها القارئ، إلى أين سيقودك الجسر التالي؟



بقلمٍ يكتب لك، كاتب "مدونة صوت الكتب"


تعليقات