القربان المقبول – ليلة الرعب في الثلاثاء الرابع عشر"

"القربان المقبول – ليلة الرعب في الثلاثاء الرابع عشر"




 في إحدى القرى النائية، عاشت فتاة تُدعى ليلى مع والدتها في منزل متواضع على أطراف الغابة. كانت ليلى فتاة مرحة وذكية، تحب استكشاف الطبيعة والاستماع إلى الحكايات التي ترويها لها والدتها عن أسرار الغابة.

كانت القرية صغيرة، تحيط بها أشجار كثيفة وأزهار برية جميلة، وكان سكانها يعيشون حياة بسيطة وهادئة. اعتادت ليلى على مساعدة والدتها في الأعمال المنزلية، وكانت تحب الذهاب إلى السوق الصغير في قلب القرية، حيث تلتقي بأصدقائها وتتبادل معهم القصص والحكايات. لكن أكثر ما كانت تحبه هو زيارة جدتها العجوز، التي تعيش في كوخ صغير داخل الغابة.

ذات يوم، شعرت والدة ليلى بالقلق على والدتها المسنة، وقررت إرسال ليلى إليها بسلة مليئة بالطعام والأعشاب الطبية. قالت لها بحنان: "ليلى، أريدك أن تذهبي إلى جدتك اليوم. هذه السلة تحتوي على خبز طازج وبعض الأعشاب التي ستساعدها على الشعور بتحسن. تذكري يا صغيرتي، لا تتحدثي مع الغرباء، واتبعي الطريق المحدد."

أومأت ليلى برأسها بسعادة، فقد كانت تحب رحلاتها إلى منزل جدتها. انطلقت في رحلتها عبر الغابة، تستمتع بصوت العصافير وألوان الزهور التي تملأ المكان. كان الهواء عليلًا، وأشعة الشمس تتسلل بين أوراق الأشجار، مما جعل الرحلة أكثر متعة.

لكن أثناء سيرها، ظهر لها ذئب ماكر، كان يراقبها منذ لحظات. وقف في طريقها وقال بلطف زائف: "إلى أين أنت ذاهبة يا صغيرة؟"

لم تكن ليلى تدرك نواياه السيئة، فأجابته بحسن نية: "أنا ذاهبة إلى بيت جدتي لأعطيها هذه السلة."

ابتسم الذئب بدهاء وقال: "جدتك ستكون سعيدة بهذه الزيارة! لماذا لا تقطفين بعض الأزهار لها؟ إنها تحب الأزهار، أليس كذلك؟"

ترددت ليلى للحظة، لكنها فكرت في مدى سعادة جدتها عند رؤية الأزهار الجميلة، فوافقت بحماس. انحنت لقطف الأزهار، بينما تسلل الذئب سريعًا عبر الغابة متجهًا إلى كوخ الجدة.

عندما وصل إلى هناك، طرق الباب بخفة.

"من هناك؟" سألت الجدة بصوت ضعيف.

غير الذئب صوته ليبدو كصوت ليلى وقال: "أنا ليلى، أحضرت لك بعض الطعام."

فرحت الجدة وفتحت الباب، لكنها فوجئت عندما اندفع الذئب إلى الداخل. قبل أن تتمكن من الصراخ، أخفاها الذئب داخل خزانة وارتدى ملابسها، ثم استلقى في سريرها، متظاهرًا بأنه هي.

بعد بعض الوقت، وصلت ليلى إلى الكوخ، تحمل باقة من الأزهار الجميلة. طرقت الباب برفق وقالت: "جدتي، أنا ليلى."

دخلت ليلى ووجدت الجدة مغطاة بالبطانية، لكنها لم تكن تشبه جدتها تمامًا. اقتربت وسألت بشك: "جدتي، لماذا عيناك كبيرتان؟"

أجاب الذئب بصوت متغير: "حتى أراكِ جيدًا يا صغيرتي."

تابعت ليلى بأسئلة أخرى عن أذنيها ويديها، حتى سألت: "لماذا أسنانك حادة؟"

وهنا قفز الذئب من السرير وقال بصوت مرعب: "حتى ألتهمكِ بسهولة!"

صرخت ليلى خوفًا، لكنها لم تفقد شجاعتها. حاولت الركض نحو الباب، لكن الذئب كان أسرع منها. في تلك اللحظة، كان هناك حطاب قوي يمر بالقرب من الكوخ، فسمع الصراخ وهرع إلى الداخل. رأى الذئب واستل فأسه بسرعة، مما جعل الذئب يهرب خائفًا إلى أعماق الغابة.

فتحت ليلى خزانة الملابس بسرعة ووجدت جدتها هناك، فاحتضنتها بفرح. شكرت ليلى الحطاب على مساعدته، وتعلمت درسًا مهمًا عن عدم التحدث إلى الغرباء.

منذ ذلك اليوم، أصبحت ليلى أكثر حذرًا، وعاشت مع والدتها وجدتها بأمان. أما الذئب، فظل يتجول في الغابة، لكن هذه المرة بحذر أكبر، فقد عرف أن سكان القرية لن يسمحوا له بخداعهم مرة أخرى.

انتهى


 لا تنسى مشاركتها مع قُراء آخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ ليستفيدوا.

  ألقاك في تدوينة أخرى ممتعة ومفيدة.

تعليقات